شريط الاخبار

نجاح مشروع الغلاديو فى مصر 1

ملف ( غلاديو مصر )
  الإخوان المسلمين تنفذ الجزء الثانى من مشروع الغلاديو فى مصر بعد نظام مبارك
آفاق نجاح المشروع الغلاديو الأمريكي في مصر (1)


في 14 يناير 2012 أعلن المدير السابق للهيئة الدولية للطاقة الذرية الدكتور محمد البرادعي عن انسحابه من الترشح لتلك الانتخابات. لم يكن هناك أي شك في أن تقوم وسائل إعلام النظام العسكري في مصر بقراءة بيان البرادعي بطرق ملتوية، أقلها أنه شعر بالهزيمة أو أنه شخصية لا تحظى بشعبية، أو أنه شعر بقوة مرشحي النظام السابق أو الإخوان المسلمين ففضل الانسحاب للحفاظ على ماء الوجه. وبالفعل شرعت كل وسائل الإعلام مجتمعة بطرح استطلاعات الرأي والتنظير والتهويل والإمعان في تشويه صورة الرجل ووصفه بالتخاذل والتراجع. ولكن اتضح أنها نغمة معتادة، خاصة وأن المصريين غير معتادين على قراءة مثل هذه البيانات. في هذا المقال سوف نستخدم المصطلحات التي يطلقها المصريون على شكل الحكم أو على المجموعات الخفية التي تمارس العنف أو على تحالف المؤسسة العسكرية مع حركة الإخوان المسلمين...

لقد جاء بيان البرادعي موجها بشكل مباشر إلى "أهل مصر". ولم يتم توجيه أي كلمة إلى معسكر الفاشية الجديدة (العسكر والإخوان). وإذا كان البرادعي قد أكد أنه سينسحب من الترشح للانتخابات الرئاسية، فهو لم يقل إطلاقا أنه سينسحب من الحياة السياسية. والسؤال المطروح هو: هل هناك من يريد أن يشارك البرادعي في انتخابات رئاسية لن تقل وهما وإيهاما وشكلية عن الانتخابات البرلمانية؟!

لقد أصدر البرادعي بيانه قبل 11 يوما من بداية أحداث قد تكون المسمار الأول في نعش الترتيبات التي يقوم بها النظام العسكري مع الإخوان المسلمين بدعم أمريكي كامل مشروع الغلاديو ). فلا أحد على علم بما جرى في لقاءات جيمي كارتر مع قيادات النظام العسكري والإخوان المسلمين والبرادعي وبقية من قابلهم. ولكن الواضح أن زيارة كارتر جاءت في توقيت هام بحجة الانتخابات. غير أن الواقع يؤكد أن الزيارة، حتى وإن كان قد تم الترتيب لها مسبقا، جاءت لوضع الرتوش الأخيرة على مشروع فاشي جديد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بقيادة بقايا الأنظمة التي لم تسقط وبالتحالف مع تيارات الإسلام السياسي ( مشروع الغلاديو ). هذا لا يعني إطلاقا أن كارتر هو الذي قام بوضع هذه الرتوش، بل يعني تحديدا أن ظهور كارتر في اللوحة السياسية المصرية في هذا الوقت بالذات منح الإدارة الأمريكية التطمينات اللازمة على صحة تحركاتها الأخيرة في الداخل المصري وخطوات تنفيذ مشروع الغلاديو
فى مصر ومنطقة شمال أفريقيا.

إن ليبيا تتحول إلى صورة طبق الأصل من أفغانستان، بينما تجري المفاوضات بين طالبان وقطر والولايات المتحدة لاستيعاب الحركة الأفغانية والتعامل معها بمعايير مختلفة عن السابق. هذا في الوقت الذي تسحب فيه واشنطن قواتها من أفغانستان والعراق!! بينا تونس تتعرض لهجمة شرسة بعد التطمينات الوهمية التي أطلقتها حركة النهضة بقيادة راشد الغنوشي. بل وتم الإعلان عن استفتاء على الحجاب أو النقاب في تونس. والإسلاميون في الجزائر ينسحبون من تحالفهم مع السلطة مع بدء احتجاجات تتخذ نفس رداء الاحتجاجات في الدول العربية الأخرى. وفي المغرب قام الملك من تلقاء نفسه بوضع رئيس حكومة إسلامي مؤكدا بذلك قراءته "العظيمة" للموقف الأمريكي.

إن وضع منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على برميل من البارود، وتنصيب التحالف الفاشي المكون من العسكر أو بقايا الأنظمة وتيارات الإسلام السياسي راعيا للمشروع الأمريكي في مصر والمنطقة، هو جوهر هذا المشروع. وبالتالي عندما يظهر بيان انسحاب البرادعي في هذا التوقيت بالذات، فهو أول معول في جسد هذا المشروع على المستويين الداخلي والخارجي. إن بيان البرادعي يظهر بجلاء ووضوح المسافة والافتراق بين مواقفه هو وبين مواقف المتهافتين على الترشح للرئاسة. ويظهر مدى حدة الاصطفافات التي أصبحت واضحة تماما بين القوى الفاشية التي أخذت زمام المبادرة بدعم أمريكي، وبين قوى الثورة المصممة على الاستمرار، وهو الأمر الذي يسير ضد رغبة واشنطن التي تريد إبقاء الأوضاع على ما هو عليه الآن بعد أن جرت تغييرات شكلية في الأنظمة السياسية. إن هذا البيان يدعو "أهل مصر" للاحتشاد ليس بالضبط حول أو خلف البرادعي بقدر الرؤية والقراءة الصحيحتين للوضع الداخلي والخارجي، ومن ثم الاستمرار في الثورة. فالبرادعي قد أطلق بالفعل أول بياناته للثورة المقبلة في 25 يناير 2012، متحدثا للأمة المصرية عن الأهداف الأساسية للثورة: "الحرية والكرامة الانسانية والعدالة الاجتماعية"، وهي الأهداف التي تم سحقها طوال عام كامل من إهدار الدماء وإزهاق الأرواح ووضع مقدرات "الأمة المصرية" سياسيا واقتصاديا وجيوسياسيا بشكل كامل في يد الولايات المتحدة عبر مشروع فاشي يشكل خطورة على كل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالكامل.

إن بيان البرادعي هو أول خطوة حقيقية للرجل خارج ساحة "اللعب" في المسموح. وهو يأتي في أحلك أوقات النظام العسكري وتيار الإسلام السياسي وفي أعلى لحظات ضعفهما معا. إن كل المؤشرات تؤكد جملة من الاحتمالات الخطيرة. فإما أن الإخوان اخترقوا الجيش والأجهزة الأمنية بكل الوسائل بما فيها النسب والزواج والتزاوج، أو أن الأمريكيين خدعوا الجيش بالتهدئة والمهدئات والتطمينات إلى أن يأتي الإخوان عن طريق الانتخابات. أو كلاهما معا. والآن لم يعد أمام العسكر إلا اللعب مع الإخوان، بينما الإخوان لا يعرفون بالضبط من أين يبدأون، خاصة وأنهم يدركون جيدا أنهم فقدوا كل شئ تقريبا بتحالفهم ضد "الأمة المصرية" وانبطاحهم الكامل للمشروع الأمريكي الجديد في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. لقد كشف انسحاب البرادعي عن آخر عورات كل الراغبين في الترشح لمنصب الرئاسة. وبالتالي فهو يدعو للنزول إلى الشارع بدون أي قيود. لقد أعلن البرادعي بصراحة ووضوح وأمل خلاق عن موقفه، وألقى بالكرة في ملعب الجميع.

إن بيان البرادعي يظهر قراءة عميقة وواعية للمشهد الداخلي في مصر وفي المنطقة بالكامل. والرجل لم يطلب إطلاقا قيادة الثورة المقبلة أو تنصيبه بطلا قوميا. كل ما في الأمر، هو أنه وضع المصريين والقوى والقيادات السياسية أمام أنفسهم، لا لكي يتم تخوينه ووصف بالتخاذل والتراجع والضعف وعدم التعود على الألاعيب السياسية، بل لكي يقرأ المصريون معه الوضع الذي آلت إليه الأمور في ظل التدليس السياسي وتدمير الأمة المصرية داخليا ووضع المنطقة ككل على برميل من البارود تمهيدا لتركيعها ومن ثم استخدامها في معركة الولايات المتحدة ضد إيران. وفي ضوء ذلك يجب ألا ننسى أو نتجاهل نتائج كل المشاريع الأمريكية في أفغانستان وباكستان والعراق وليبيا.

منظمة امان مصر ضد الغلاديو




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق